في الثانية عشرة ليلاً ( صراع مرض )



وهناك اسباب تجعلك تبكي لا علاقة لها 

ب الكسر و الخيبة او حتى بالخذلان...

تبكي لأن قلبك اوجعك بشكل مفرط..

من الافكار التي ملأت رأسك..

و لانك تفكر ب كل شيء و لأنك تعبت من التفكير..

و تبكي لانك لا تستطيع التعبير عن شعور سكن داخلك و لا تستطيع التفريط ب ذاك الشعور...

ابكيت يوماً ؟


- بكيت. ؟

لم يكن مجرّد بكاء بل شعرتُ أنها كانت تفيض، حتى ابتلّت وسادتي وبات جفناي أشبه بسحابةٍ ثقيلة أفاضت بكلّ القطرات التي حملت وما زالت ترغب بأن تُمطر أكثر، حقًا هو شعورٌ غريب لم يكن كسراً او جرحاً ولم يكن خذلاناً، لقد كان ارهاقاً وتراكماً بداخلي كان يقتلني ببطئ حِملٌ فاق قدرتي فأهلكني حتى انفجرتُ باكياً.

لم أبكِ يوماً بل بكيتُ أياماً وليالِ كثيرة.. 🤍



 قد تستيقظ يوماً ما و يتغير حالك للأسوأ..

تكون بخير حالٍ.. 

لتصبح شخصاً لا يعرف طريق الخروج..

كلّك قوة و صحة فينقلب حالك لمرض..

تريد من يسندك لتعود أقوى ..

لن يكون هنالك من يحمل عنك مرضك..

سيكون هنالك فقط من يحمل عنك وجعك..

رَبَّنا عندما يبتلي عبده..ليختبر مدى صبره..

ومدى تحمله..الله لا يبتلي عبداً الا اذا احبه

و تلك الآلام التي تشعر بها..ستغير حالك في يوم و ليلة.كنت حرفيا تملك تلك الصحة...ل تستيقظ و انت تملك كلّ المرض..

أشعرت به ؟


 - أشعرت؟، لم يكُن مجرّد شعور بل تملّك، لقد سكن هذا الاحساس بي لسنين طويلة، شعرتُ بمدينةٍ كاملةٍ بداخلي تحوّلت الى ركام. 

بنيتها من جديد وأقمتُ عمادها، رفعت أسوارها علوّ السماء وأتيتُ بروحٍ خوايةٍ فباتت ملأى بالسّلام ، أشعرتُ به ؟،نعم قد شعرتُ وتركته يشعرُ بقوّتي وثباتي بفضلِ اللّه.. 🤍


: ألم تشعر انك تمتلك القوة؟ 

و تمر عليك أيام يسكنك الضعف..

ألم تشعر أنك تمتلك ذاك المرض

الذي يسكن داخلك و يقتلك ب صمت وانت لا تدري ؟؟ 

ألم تشعر أنه يوجد ضيف داخلك يتجسد جسدك بضعفك و قوتك..

و قد امتلك قوتك و أظهر ضعفك أمام الناس..ألم تشعر انه هناك طفيل يسكن جسدك و بدأ بنشر نفسه 

لانه حان وقت الوداع ...

أشعرت به ؟؟ أنا شعرت و امتلكني


- شعرتْ ،  وحاول قتلي واماتتي، كان يتغذّى علي روحي ويلتهم حتى فتاتها، وقفتُ صامتاً في البعيد أرقبه يقتربُ من بقاياي حتى أحرقته، لقد نشر نفسه ولوّح لي وقال أنه وقت الوداع، كانت ابتسامته قصيرة وما لبثت حتى تحولت لبأسٍ وصراخ بعد أن مات احتراقاً،

لقد أفقتُ قبل أن يغتال روحي وينهي بقاياي، لقد قتلتهُ قبل أن يكمل حتى ابتسامته.



بقلم -  علا ادريس و  كيان