رُبما لن يقرأ أبي هذا، سيمُر علِيه مرور الكِرام على الأرجح، رُبما لن يقرأهُ 
إليه إحدى إخوتي أو إحدى أقاربي، أو رُبما يأخذ بهِ أحد ويُخبره إياه، ورُبما 
يتجاهلونه جميعًا، ولكن لا بأس فهذا ليس موضوعي، أردتُ فقط أن أخبرهُ بمدى 
حُبي لهُ وبأنني أحببتهُ بمقدار ما حبّ الصحابة لرسول الله، أخبرهُ بمدى 
إحترامي لهُ ولكُل ما يفعلهُ لنا جميعًا ليس لي فقط، أخبره بأنني اِشتقتُ 
إليه، ولمزاحنا سويًا وأيضًا لتشاجرنا الذي لم ولن نكُف عنه يومًا، أخبرهُ 
بأنني مُحطمة من دونه وأنني لا أرى نفسي بدونه لطالما سأظل متخبطة من هُنا إلى 
هُنا، ولا أقوى بدونه حتى على لملمة شتات نفسي، أخبره بأن لا يأخذ بحديثي   
القاسِ معه ولثرثرتي الدائمة لهُ ولكنني أقسم بأنني مغرمة به وبالرغم من 
حماقتي الدائمة إلا إنني أحبهُ فوق حب المُحبين حبًا، هو يُعطي الخير ولا 
ينتظر خيرًا، يُفيض حنانًا ولا يشكوا همًا أبدًا، فأنا انتظره وبشدة وانتظر 
عودته لي مرةً أخرى فلقد مر عامين بدونه فكانَ يمرَ عليّ وعلى قلبي كالجمر، 
حقًا أنتظر عودته ليُزيح عنَ كل ما يُرهقَنا، على الأرجح لا أجيد التعبير، 
ولكنّني أعرفُ في قرارةِ نفسي أنهُ محبوبي الأول الذي لم ولن يضاهيه حُب، ولن 
يصل لمكانتهِ أحد، ولأول مرة لم يكتُب قلمي بل قلبي هو من يكتُب، بالنهاية 
أدامهُ اللهُ لي وأعاده إلى أحضاني قريبًا.
لك.



بقلم - بقلم - مها عاطف "مَهَا السَّعِيدِ⁦"