أمس وبعد منتصف الليل بالتحديد، ليلة مختلفة عن باقي الليالي، لم يتخذ فيها الليل مجراه في حزني وروحي، جلستُ بهدوء وأشعر أن السلام النفسي يغمرني، لا أستطيع حقًا أن أصف هذا الشعور ولكنه شعور جميل جدًا، لم أفكر فيما يزعجني ويؤرقني فقط أجلس في هدوءٍ تامٍ.  
السلام الداخلي لا يعني أن يكون المرءُ في مكان خالٍ، أو يفعل شيئًا يُحبُّه، أو أن يكون مع شخص معيّن، إنّه لا يعني انتظار الظّروف إلى أن تصبح ملائمة، ولا يعني شراء شيء بحدِّ ذاته، أو تغير سلوك حاليِّ، إنّه مواجهة الظّروف المُزعجة والمقلقة من دون أن تتمكّن من الوصول إلى أعماق الإنسان، يعني أن يكون داخل الإنسان مطمئنًّا، بينما تعصف به الظّروف اليوميّة.
أيضًا السلام  الروحي والاستقرار الداخلي، لا يقعا إلّا بطاعةِ الله والإيمان بقدره وحكمته. 
أجلس الآن أريد ليلًا قصيرًا مؤطرًا بالهدوء، أتعجب من نفسي كثيرًا؛ هل أرهقني الحديث عن ألمي أم عن كم الأسى الذى ممررتٌ به، فقط أريد تجاوز تلك الأيام في سلام تام.

لِ روان محمد