أشعر بالقلق ، يلازمني الأرق ، ما إن أضع رأسي على الوسادة يهرب النوم فأبقى تحت أسر الأفكار ، التخيلات ، الذكريات !

بينما يخيل للعيان أن يومي إنتهى كنت أبدأ يوماً جديداً ما إن أصل إلى سريري ..

استرجع شريط الماضي ، أقلب أسطوانة الحاضر ، أستمع لبثوث المستقبل ، ببساطة أتقن كل شئ عدا النوم ..

أتلوى يمنة ويسرى كأن سريري الناعم الوثير شواية يتصاعد لهبها فيحرق كافة أجزاء جسدي يلفح هنا وهناك ..

ينام الجميع وأبقى مستيقظة على الأرجح النوم أصعب إنجازاتي ! 

استدعي النوم بشتى الطرق والأساليب ، قد يصل الأمر إلى الإغراء ، أهيأ الأجواء ولكن زائري شريف عنيد لا تهزه الإغراءات !!

مشوار النوم طويل وطرقه متداخلة فأمضي فيه ساعات عدا في مناجاة الظلام الحالك الذي يحف الغرفة..

- ألديك أي فكرة عن موعد زيارة النوم لقد تأخر هذه المرة ؟!

وبنبرة تشوبها سخرية واضحة : أكان يزورك ؟!

يالسعادة !!!

كالعادة يتملص النوم من مواعيده ويرسل صديقه المفضل " صداع " ليسد محله ماتبقى من الليل !

على تلك الحال أبقى ، حتى تمتد خيوط الفجر الأولى وتتسلل إلى زوايا غرفتي!! 


بقلم - ندى عصام الدين محمد مصطفى إمام