الإهداء:
للمناره التي اهتدت بها سفينة أحلامنا لشاطئ تحقيقها....
للملهم الذي أزال غيمة الجهل التي مرت بي يوما...
لمن أعاد رسم ملامحي وتصحيح عثراتي...
للنور الذي صافحنا باخر نفق ظنناه ابديا...
لمشجع علّمنا نمسك قلما وسط رعشة خوف لنخط أحلامنا بألوان الطيف.....
لمن وقفت حروفي عاجزة عن شكره....
إليك معلمي   الف تحيه والف سلام...


                                           
ليست حروف تقرأ وتكتب هي ردة روح هي طبطبة على قلوبنا هي طمنأنينةٌ وصوتٌ يسمع 
له صدىً جميل يحاكي الأرواح لتظهر تلك الحروف على شكل معزوفةٍموسيقيه يعزفها 
مجموعةٌ من الطلبه قد تعلموا على يد ذاك الاستاذ القدير والمعلم الجليل 
الاستاذ يزن القاموق..
في كل يوم امسك به ذاك الكتاب بين يدي لأبدا بالمذاكره تبدأ ذاكرتي بعمل مقطع 
جميل من الصور التي قد التقطتها أثناء شرحه لنا في احد من حصص المذاكره التي 
كنا نتعلمها معه....
في تلك الحصص نحن كنا نتعلم منه منهاجا وقيما وأخلاق كنا نرى في نصب عينيه 
عزيمته وإرادته بأنه سيبحر معنا في تلك السفينه حتى نتغلب على تلك الأمواج 
المرتفعه لنصل إلى بر الأمان بعد عدت شهور وأيام ستمضي بأيامٍ وليالٍ ثقال 
لكنها برفقته ستكون من الطف واخف الايام واليالي....
سوف نبحر سويًا ونركب السفينه معا فنحن الطّلبه وانت المعلم لن نخف من تلك 
الوحوش البحريه التي ستظهر أمامنا في هذه الرحله فنحن معك وبين يديك سوف نكن 
عند حسن ظنك  بنا ولن ترى منا إلا الجميل وتلك العلامات الرفيعه التي سنقدمها 
لك في آخر يوم لنا في هذه الرحله معبرين لك عن شكرنا وتقديرنا وامتنانا لك 
معلمنا....
قد كتب في قدري أن أكون تلك الطالبه التي تعلمت واتقنت مادةً قد تناولت شرحها 
من معلم قدير مسك بيدي في بدايه الطريق قائلا: لا يوجد في الحياة شيءٌ صعب، كل 
تلك الهموم والأفكار التي تراود عقلك هي أوهام ليس إلا، كوني على يقين تام بأن 
هذا الطريق ما يزال في بدايته وسوف تأتي النهايه رافعةً  رايات انتصارك قائلة: 
لقد فعلتها، كوني فتاة إذا مرت قالوا مرت وهذا هو أثرها..
تلك بعضًا من أقوال معلمي التي ما زالت عالقة في ذاكرتي وكلما هممت للدراسه 
أصبحت تجول في ذهني وكأنها قيلت لي قبل قليل...
قليلٌ قليل من التعب والاجهاد لأصل إلى ذاك الحلم الجميل والذي ارسمه بحروفكَ 
وعلمك لإلونه بالطب......
إليكَ عهدا معلمي أنني ساتعب واعمل بجد ونشاط دون كلل أو ملل كي اصل إلى حلمي 
حاملتا معي تلك الأوراق والكتب التي عندما سأمت قليلا رميت نفسي عليها 
قائلا:لا بأس سيمضي كل هذا كما قال لي معلمي....
استاذي لمثلك حقًا ترفع  لهم القبعات انا الان سأبدأ الكتابة معبرة لك 
عمابداخلي راجيتًا أن ينال اعجابك......

أنتَ لستَ معلم وحسب  ، أنتَ فخر لطلابك  و اليد اليمنى لهم  ، أنتَ حلمٌ يأبى 
التخلي وقدوة لهؤلاء  الشبان والفتايات  ، أنتَ دعوة فجرية لأحد والديهم انت  
الصواب في زمن عمَّ فيه الخطأ ، أنتَ برّ السلام والأمان ، أنتَ قهوة لأحدهم 
بعد حذف الهاء ، أنتَ أغنية والغين ميم ، أنتَ الداء وما بعد الدال واو ، أنتَ 
قاف و ميم  وما بينهما اللام  يكتب فيه انا استطيع  ،انت كاف وفاء ولام وما 
قبل اللام ياء  أنتَ ميم وعين وميم وما قبل الميم لام انت معلمي وكفيل ايامي 
بأن النجاح خُلق لنا ولن نكن الا كذلك  انت قدوتي، وسر استمرار تعلمي انت تلك 
الوزارة بأكملها انت استاذٌ وقدوةٌ لي........

أوراقٌ مبعثرة يمنة ويسرة وأصوات تمتمة تملئ المكان،  اما تلك الأيادي التي 
تكتب تارة وتمسك ذاك الكتاب تارة أخرى فلها الف حكايه: حكايه طالب اخذ على 
نفسه وعدا بأن يعمل بجد ونشاط كي يأتي ذات يوم إلى معلمه حاملا معه شهادته 
قائلا له: هذا هو ثمار تعبك، وحكاية تلك الأم الحنونه التي تنتظر صوت قهقهة  
ابنها بالضحك تاره وبكاء الفرح تارة أخرى بعد أن يرفع راية انتصاره، وحكايه 
ذاك الحلم  الجميل الذي طال انتظاره لأقف ذات يوم أمام الجمهور حاملا بيدي 
شهادتي قائلا لقد حققت حلمي واوفيت بوعدي وانجزت مهمتي..
     حلم، ووعد، ومهمه: هي ثلاث كلمات حلم لي، ووعد لك استاذي، ومهمة علي 
لكنني واثق بأن في يوم ليس ببعيد سآتي إليك معلمي حاملا معي تلك الباقه 
المحمله بالورود الزاهيه لأقول لك كنت لي معلما، وقدوة، كنت قبطان تلك السفينه 
التي ابحرنا بها، اقترب لي معلمي كي أخبرك عن رحلتنا سويا وما دونته من ذكريات 
لتبقى عالقه في الذاكره...
       أمواج مرتفعه واسماك مفترسه وليل موحش وغيوم سوداء تتحرك في سماء ذاك 
البحر وكأنها تخبرنا بأن العاصفه قادمه. عاصفة؟! ...
لكن كيف سنكمل الطريق إن أتت ويلٌ ماذا سيحل بنا؟؟أيعقل هذا؟؟؟ 
      عم الصمت المكان، وبدأت القلوب بالتراقص بين الأقفاص، أما تلك النظرات، 
فكانت تتجول بين الجميع محملة بالخوف المرير، وكل واحد منا يجول في مخيلته الف 
وهم أو ربما حقيقه لا أحد يعلم بذلك....
فأي مصير هو مصيرنا؟ وكيف سنتغلب عليها ونحن ما زلنا نخاف من تلك الرياح 
العاديه؟
قال أحدهم بعد طول انتظار: ما بالكم انتم؟ لم كل هذا الخوف؟ اسمعوني جيدا كل 
شيء سيكون على ما يرام لكن اهدؤا قليلا ولا بأس لا داعي لهذا كله.....
وبعدها قال الجميع بغرابه : من ذاك؟؟ من المتحدث؟؟ ويجيب عليهم بصوت قهقةٍ 
مرتفع انا القبطان...
ممممم القبطان اهلا بك سيدي كيف لنا ألا نخاف؟ وقد يقضى علينا جميعا فهذه 
عاصفه والله اعلم بحدتها ومن سيموت بسببها؟ ..
لا لا ما هذا كله أيعقل انكم تخافون من عاصفه وانا معكم؟ أعزائي اسمعوني 
جيدا...
الآن سوف نتحضر لتلك العاصفه لكنني أود المساعده.
ونحن حاضرين وكلنا أذان صاغيه إليك سيدي...
إذًا فلنبدأ:اولا يجب علينا أن نعلم اتجاه الرياح ومن ثم أن  نبدأ الحركه بحسب 
اتجاها، وثانيا علينا أن نقوي من عزم سفينتا كي نتجاوز العاصفه، اما ثالثا 
فعلينا أن نشرع السفينه كي نكن على أُهبت الاستعداد.....
هيا يا رفاق لنبدأ العمل..
عمل الجميع بروح فريق واحد برفقة ذاك القبطان الحكيم وهاهي العاصفه تقترب شيئا 
فشيء لكن تلك التجهيزات قد تحد من تأثيرها فكيف لا وهم عملوا ليلا نهارا وبكل 
دقة...
أتى اليوم الموعود وها نحن وقفنا جميعا لتصدي لتلك العاصفه وبعد كل ذاك التعب 
قد تغلبنا عليها بفضل الله وذاك القبطان الحكيم....
هنا وقف القبطان وقفة عز أمامنا قائلًا:لا أود أن أرى الخوف على وجوهكم ثانية 
فما زلنا في بداية الطريق هناك العديد والعديد من العواصف...
فلنقف سويا عند هذه الحكايا وتحليلها:
تلك السفينة التي أبحرت هي رحلتنا في الثانويه العامه، اما هؤلاء الركاب هم 
نحن الطلاب، اما القبطان الحكيم فهو الاستاذ يزن القاموق ،وتلك العاصفه هي 
بداية الطريق وأول الخطوات التي كنا نخشاها، لكننا بعدما تعرفنا عليه جيدا قد 
تأكدنا أنه لا داعي لكل هذا الخوف....
من يقرأ حروفي الآن تجول هذه الاسئله  في ذهنه: اولا :كم قضينا من الوقت معا؟ 
وكم نحن نتعلم معه؟ اما ثانيا فهل أنهينا تلك الرحله ،ام لا نزال نخوضها؟
احيطك علم أيها القارئ أن حروفي هذا وان طالت لا تعبر عن شيء مما بداخلي، 
وأنها وان حللت لن تصل إليكم كما ستصل إلى استاذي وطلابه فلتسمعوا الإجابات 
الآن...
اولا: قبل فترة ليست بقصيره ولا حتى طويله قد تستمر بضعت شهور أو نصف السنه هي 
تلك الفتره التي تعرفنا على استاذنا بها، لكنه ومع قصر تلك الفتره تعلمنا منه 
الكثير والكثير ليس علم وحسب إنما أخلاق ودين وعز وقيم كان أستاذا واخا بمعنى 
الكلمه ففي ذاك اليوم الذي تقدمت به لاختبار الماده الذي عقده لنا ليرى ما قد 
تعلمنا وكيف هي أمورنا بالماده، لا أعلم ما الذي جرى بي حينها حتى أنني كدت أن 
أنسى كل ما قد تعلمته بثانية واحده قد يكون السبب ذاك التوتر أو لربما تلك 
الظروف القاسيه التي كانت تحيط بي بتلك الفتره...
تقدمت للاختبار ولم انل تلك العلامه التي استحقها عوضا عن ذاك التعب ولا حتى 
تقديرا له على ما يفعله لنا، عندما رأيت تلك الدرجة المتدنيه مررت بفترة من 
الاكتئاب والتعب النفسي حتى كدت أن أقف عن  الدراسه لكنه كان أخا لي وليس 
أستاذا وحسب وقف معي في تلك الفتره واعانني على الخروج منها حتى استطعت الرجوع 
إلى حياتي الطبيعيه بعد ذاك الاكتئاب أو الألم الذي حل بجسدي وروحي....
اما سؤالكم عن الرحله :
فهي لم تنتهي بعد ولا زلنا في بدايتها فلم نقطع منها إلا القليل لكننا سنكملها 
بكل قوة معلنين النجاح بإذن الله.......



استاذي أود الختام لكنني احيطك علم بأن هذه الحروف والعبارات لم ولن توفيك 
حققك وما قدمته لنا في البدايه فكيف النهايه كل تعبك هذا ستلقاه بإذن الله في 
ذاك اليوم الموعود وعند ربٍ للحقوق، كفيل حقك علينا بأن نكن عند حسن ضنك وان 
نكن من الفائزين والمبدعين اختم حكايتي بهذه العبارات والحروف....
نحن المعلقة افئدتهم بالحلم من يجيدون تخييط شقوق اليأس من يبنون جسورا من 
الأمل فوق بحور اليأس من يستطيعون إضاءة عتمتهم بأنفسهم ومع ذلك كله تأتي لهم 
الدنيا بريح عاصفه فتنال من أمانيهم فيقفون أمامها موقف الشجعان فينالوا هم 
منها فرسان مسلحون بالدعاء مملوءة قلوبهم بالإيمان وأنهم على ثمة موعد مع 
الحلم أن شاء الله ..
سنكن كما عهدتنا معلمي.....


بقلم  -  سارة محمد عيال سلمان