ثمةُ شعور بالخذلان.
يحزنني كون أن عائلتي لم تلاحظ نوبات اكتئابي، أو حتى نوبات بكائي المتكررة 
ولو لمرة واحدة،  تحشرج صوتي أثناء محادثتهم لي، في كل مرة أجلس بمفردي أتآكل 
كقطعة من الحديد التي أصابها الصدأ وبدأت تتساقط منها قطعة ً تلو الأخرى، 
أذبُل في كل مرةٍ لم أجدهم بجواري، في كل مرةٍ ومُرة يُصب عليَّ اللومِ 
كالزيتُ الساخن  الذي يذيب الجسدَ من شدة وقعتهِ، تلاشيتُ في غرفتي الداكنة 
ببطء، غيم عليَّ مظهر البشاعة؛ وجهي الباهُت، هالةُ السواد التي تحيط  بأعيني؛ 
تكبُر في كل مرةٍ ك الدماء المسكوب على الفراش، حتى أن جسدي كاد أن يختفي، 
شعري مُشعس بطريقة مأساوية، ملابسي مهرولة كأنني كهلٌ وليس شابًا لم يتم 
العشرينات قط، حقًا الوضع هنا مأساوي لأبعد الحدود، في كل صباحٍ بكل شعاع ضوءٌ 
كسائر باقي الأيام ، ماهو إلا ضوءً يخترق غرفتي كالسهام التي تسبب جُرحًا 
غائرًا تختفي بمجرد حلول المساء، وأظل أدعو في كل مرةٍ أن يزول لأختنق في 
وسادتي مرةٍ أخرى.
بعد كل هذا العناء أتمنى فقط أن يمر يومي بسلام دون أن تُفتعل بي لعنة أخرى.


بقلم - مها عاطف "مَهَا السَّعِيدِ⁦"