- العنوان: ضجيجِ الذكريات
- الكاتب: /
- تاريخ النشر: 2023-02-21
- الرابط: w3m.site/book.php?title= _ضجيجِ_الذكريات_
أنا هُنا أتحسر على خوفي ووحدتي بينما يظنّ من حولي أنّني في أُسُوة مجدي ..
ثِمة عباراتٍ تتردد فى ذهني كل ليلة، عبارات تفوه بها البعض وأخرى اكتفت أعينهم بدسها فى وريدي، عبارات انتهت لحظة وهجها، لكن لم تُسعفني النّبضة لإخماد نيران ذاك الوجع الّذي كوّنته داخلي، عبارات قد يراها البعض غاية في السّخافة، وغيرهم يرونها كافية لتكون عذاءً لهم فى نهاية رسائل انتحارهم، يقول البعض أن الزّمن هو العلاج الأمثل لتلك التي يُسمونَها الأمراض النفسية، يُخبرك الجميع بأن تدع ذكرياتك جانباً، وتُسرِع وإلا فاتَكَ القطار، لكنهم غَضوا الطرف عن أن ذاك الزمن الذي يظنّون أنه علاجهم هو بُرعم الخوف الذى ينمو تدريجياً داخلك حتى تتحول لأفعى تدس السم بقلبك ظناً منك أن هذا هو التعافي، تخيل يا عزيزي أن تعتاد الحزن فيصبح أكبر طقوس يومك، تنتابك الدهشة إذا خلا يومك منه، أنا من فعلت كُل هذا بنفسي، أنا وذكرياتي الأليمة، الجميع يحظى بوجع خاص به، جميعنا نبكى فى صمت، حتى لو ظَهَّرَ مِنَّا خِلاف ذلك، هناك مَنْ يحظى بوجع كَونَهٌ الفراق، وآخر يعانى مَنْ حزن يتلخص فی صورةٍ فوتوغرافيّة كونتها الخيانة بذهنه، مهما مَر عليها مِن الزمن تبقي عالقة بذهنه كأنها حدثت بالأمس، وهناك مَنْ مَزقت الوحدة أجنحَته، أما أنا فكنت فريدة من نوعي فكان سبب وجعي أنني لست كفاية لأحد، حتى نفسي لم ولن تكتفي بي، إذا بحثت عن سبب كله هذا ستجده الإفراط، إفراط فى الحب، إفراط فى المشاعر، حتى الوجع أفرطت به، حتى وجدت نفسي في أرض الوجع فأدركت أن الأمر ليس بهذا القدر من الجمال الذى كُنَّت أتخيله.. فلا تُفرِط يا عزيزي لاتفرط في التفكير في ذكرياتك ، لأنك ستخسر حتماً ستخسر لا ذكريات بدون خسارة تسببت ذكرياتي في خسارتي لنفسي، الأمر فی غاية السّوء حقاً، فِر بما تبقي مِنك، فِر مِن الوجع قَدرالمستطاع، فِر حتی لا تبكي لاحقاً ..