*ما وراء الموت*


كل شيء يدعو للموتِ هنا يا سيدي، فهل سيكون من الغريبِ أن ترميكَ الأقدار بنفسك ذات ليلة؟
ستغتالك شوارع دمشق وأزقتها ثم تدخل محطة موتك مجددًا، عندما تضرب السّاعة عقاربها لوقتٍ لا يعلمهُ أحد تلتقي بنفسك، وعن ماذا أتحدث؟ 
عن بقاعِ أرض الوجع الّتي تاهت روحي بها؟ 
وعن الدّموع التي تحفر طريقها على وجنتين لا تعرف سوى الابتسامة للأيامِ مهما صابتها خناجرها.
وبعد حديث من الوجعِ يشتدُ علينا بردُ كانون فنحرقُ أوراقنا وذكرياتنا لنتدفء، نُصغي لألحانِ بيغ سام وهو يغني بصوتهِ المبحوح:
*لا مش أنا، أنا لي بطلت هداك الأنا* 

تغيرتُ يا أنا، صابنا الكثير من الجروحِ الّتي أعدتنا وجودها بجوارنا، أعتدنا على الدّموعِ المسكونة على خدّينا، أصبحنا أقوى لنعيش واقع لم يتعلم سِوى شرب دماء الشّهداء وأكل لحوم البشر.

*سميحة فاروق*