هلاك روح 

ذهبت من عالم ألقيت فيه  كل ما فيه كاذب ، من أمام عيناك التي أصدقها و أكذبني ، كأنها كانت كاذبة هذه المرة ، هرولت أبحث عن الحقيقة في وجوه الزحام ، حزمة كوابيس وُضعت فيها قسرًا ، كنت قد أبيت الرضوخ لحكم الدنيا لكنني مكرهٌ كاره لأنانية العالم و لؤمه ، كأن يتآمر الملأ على بُنية السلام التي جُبلت عليها ، فينبثق الدم على وردتي التي زرعتها في داخلي ، فأصبح إنسان ملطخ كل ما هو ناصع فيّ ، و يرهقني أنني الاسود الوحيد بين جموع البِيْض ، نفاد لكل ما يبث العبير في نفسي و استنفاد لكل طاقاتي ، جثة هامدة جئت الحياة ملئي الصحو و الاندفاع ، جثة لن تحيا ثانية و إن بثت كل الأرواح فيها ، كأن عينيّ لم تعد تنظر إلا لشيء واحد ترى فيه كل شيء ، مذهولة من هول الأمور ، كل شيء يسابقني و انا متسمر راغب بالانطلاق ، أدبَرتِ الرغبات و توارت ، حادت مني الروح و النفس  ، أسفي عليّ لا على الاحياء  ، كل المتاح في الدنيا كان عليّ محرّم ، و كل محرّم إلي أقبل ، غادرت ساحاتي إلى اللامكان ، انا الغريب هنا فلا حياة ولا احتواء .

الكاتبة : رينا السليمان