في كلّ ليلة تحدثُ هنا عملية ولادةٍ طبيعية، هنا في منتصف الليل، ودونَ أدنى متطلباتٍ طبيّة ولا أيّ كادرٍ يُذكَر تجري عملية الولادة، باحترافيةٍ مُبهَمة. كلُّ ما نحتاجهُ هنا بعضُ الأوراق لاحتضان الجنين، وقلمٌ لنقله على اكملِ وجهٍ إلى الخارج...
استطيعُ ايضََا اختيار المولود الذي اشاء، فعقلي ممتلئٌ بالاجنّة التي تغوص في الداخل، فقط هيَ بضعةُ فناجين من القهوة لتعويض الفاقد، وكرهٌ مدغَم تجاه المولود، وما إن يخرج الصباح، حتى انهضُ معافََا تمامََا، وكأن مجزرةََ لم تحدث في الليلة الماضية....
بعدَ النهوض صباحََا بعد كلّ عملية، افقدُ طفلي صباحََا، فأحاول ولادةَ آخر في الليلة التالية، هكذا الليالي المبهمة، تستهلكُ الكثير من عمليات الولادة التي أصبحت الآمُها روتينََا ابتسمُ عند زوالهِ في الصباح...