يمتلئ كأس اليأس،وتُفرَشُ سجادة الحزن..


نشعر وكأنّ الأحلام تطير دون تحقيق،وكأنّ مخططاتنا أصبحت حبراً على ورق..

نفقد الحماس للحظاتٍ طويلة،لا نجد شغفاً يملأُ قلوبنا فيدفعنا للأمام خطوةً أو خطوتين..

نهرب للنوم تخلصاً من أنفسنا،نهرب من أنفسنا،وكيف للمرء أن يهرب من نفسه!!

كيف له أن ينسى حلماً عانق قلبه قديمَاً،كبُر معه،حتى أصبح يلازمه أينما حلل..

يبقى المرء معلّقاً بأفكاره السوداويّة حتى يسترجع أشياءه المحببة،ويستحضر مواقفه التي نقشت الإبتسامة على شفتيه يوماً ما..

فتصبح هذه المشاهد بحراً يلاطم الجفاف،وفجراً يقاوم العتمة،وذاكرةً تكابد النسيان والهروب،وعيوناً تشع أملاً وترسل ومضات الأحاسيس بالحياة.

الحياة وليس العيش...

هكذا يقضي المرء على كآبته آملاً أن يستعيد شغفه الذي كان،فَ والله إن الإنسان بلا شغف، وبلا طموح يجري في وريده،وإرادةً صلبة تلاحقه،لما وصل إلى جملة أحلامه ولما كان الذي عليه.

فالشغف والتحدي هما من يدفعان المرء ليصبح كما يحلم يومَاً ما