أتذكرُ تلكَ الّليلة الّتي نظرتَ فيها مطوّلاً إلى عينيّ؟ ثمَّ همست داخل أُذني "أُحبكِ"؟!
كانت ليلة بألفِ ليلة، تمنيتُ حينها أن يتوقف الزّمن عند تلك اللّحظة، تمنيتُ حينها لو كان بإمكاني أن أجعل زمن الثّانية الواحدة سِتون دقيقة، وزمن الدّقيقة سِتون ساعة، وأن أجلس معك لمدّةٍ أقصاها عشرةُ أيّام على أن يكون كلّ يومِ بمثابةِ أسبوع، والأسبوع الواحد يساوي ثلاثون يوماً واليوم يكون يوماً ضوئياً، لكن للأسف فالزّمن اللّعين لم يستجب لأُمنياتي ومضى مُسرِعاً لكنَّ تأثير تلك النَّظرات والكلمات دامَ طويلاً على الرغمِ من انقضاءِ أجلِها.
أذكرُ يومها أنّني لم استطع النّوم بسهولة وعندما خلدتُ إلى النّوم بأُعجوبة نِمتُ وابتسامةٌ سحريّةٌ تحتلُّ ثغري، حتَّى أنّني استيقظتُ باكِراً رغمَ أنّه لم يمضِ على نومي إلّا بِضعُ ساعاتٍ قليلة، لكنني استيقظتُ وكأنني كنتُ نائمة لأيّام ٍطويلة فقد كنتُ بكامل نشاطي، يومها أكلتُ الفاصولياء الّتي أعدّتها أُمّي على الغداء ونسيتُ تماماً أنّني كنتُ لا أُطيقها وأشعرُ بالغثيان لمجرد أن أشمّ رائحتها، حتّى أنَّ أُمّي قالت لي حينها أنّني كنتُ آكلها والابتسامة تملئ وجهي، لم أكن أتخيّل أن يأتي ذلك اليوم الّذي سآكل فيه الفاصولياء إلّا إن كان في البلاد مجاعة رُبما والطّعام الوحيد المُتاح هو الفاصولياء، لكن أن آكلها وأنا بكامل قوايي العقلية ومبتسمة أيضاً،الأمرُ الّذي عجز عقلي الباطني عن تصديقه، حتَّى أنّني غسلتُ الصحون والأطباق من دونِ تذمُّر كنتُ مبتسمة وأنا أغسلها وأُدندِنُ بأنغامٍ وكلماتٍ جميلة ارتجلتها لحظتها، فعلى الرّغم من كُرهي الشديد لأعمال المنزل وحقدي الأشد على غسلِ الأطباق تحديداً إلّا أنّني قمتُ بهذه المهمّة وأنا سعيدة جداً رغم أنّه كان دور أُختي في غسيل الأطباق، لم يستطع عقلي أن يُصدّق كل هذه التّغيرات الفُجائية دُفعةً واحدة، استمعت يومها لكثيرٍ من الموسيقا الشرقية ورقصتُ على ألحانها بمرحٍ مُفرِط رغم أنّ نوع موسيقايي المفضّل كان دائماً الكلاسيكي الهادئ، وضعتُ يومها شيئاً من مساحيق التَّجميل على وجهي، وبدّلتُ الكثير والكثير من الثياب الملوّنة رغم أنَّ رغبتي كانت منعدمة تجاه مثل هذه الأشياء، وكانت الألوان الدّاكنة تحتلُّ ملابسي دائماً، اتصلتُ بأكثرِ من صديقة وتحدّثتُ معهم لساعات وصوت ضحكاتي لم يهدأ حينها، أنا الّتي كانت تتعمّد دائماً أن يكون هاتفها خارج نطاق الخدمة كي لا تُجيب على أي اتصال، حينها أيضاً لبيّتُ دعوة أبي عندما طلب إليّ أن أذهب معه لزيارة عمّتي الّتي كنتُ دائماً أتحجّج بأنّني مريضة مرض الموت كي لا أذهب لأرى وجهها صاحب النسخة الواحدة والعشرون على ما أظن فهي متعددة الوجوه والألوان أيضاً، كان عقلي يقف في حالةِ جمود من كلّ هذا، بعد عودتي أضفتُ الكثير من الصور والعبارات إلى قصّتي على الفيسبوك الّتي كِدتُ أنسى وجود مثل هذه الميزة في جهازي أحياناً، يومها رأيتُ أختي ترتدي أحد قطع ثيابي لتخرج بها كانت تسيرُ خِفيةً تخشى أن أراها لكنني حينها تغزّلتُ بجمالها وابتسمتُ لها ولم اقتلع خِصلة من شعرها وأنا أُجبرها أن تخلعها كما كنتُ أفعل دوماً، حتّى أنّها بدأت تتحسس حرارتي فقد شكَّت أنني جُننت!.
لكَ أن تتخيَّل كيف كان تأثير كلمتك ونظرتك عليَّ، فقد جعلتني أهتمّ بنفسي وأكتشف التَّفاصيل الصَّغيرة الجميلة فيها، جعلتني أنظر للحياة بطريقةٍ جديدة لم أعهدها على نفسي سابقاً، كنتُ أشعر حينها أنّني فراشة لا تسعها مساحة الأرص لتطيرَ فيها فهي تريد أن تُحلِّق عالياً حيث الجمال والحُبّ والسَّعادة اللّامتناهية، جعلتني أفعل أشياء لم أكن أتصوّر أن أفعلها طوال حياتي، كانت الابتسامة صديقتي طوال الوقت،
لكن لحظة ..! هل أنا أحبكَ أيضاً؟! أعتقدُ أنّني لستُ متأكدة من إجابتي الآن، أو أنّني متأكدة !!.. لا أعلم حقّاً ! هل ما شعرتُ بهِ إثرَ كلمتك ونظرتك السّاحرة تلك كان هو ما يدعونهُ بالحبّ؟! سأفكِّر في هذا الأمر لاحقاً، لكن الآن سأتصلُ بك لأذكركَ بالأوراق الّتي طلبتها منك..
.....
_هو : مرحباً.. وتين؟
=هي : وتين تُحبكَ
تقييم النص
يجب ان تقوم بتسجيل الدخول للتقييممشاركة المنشور
نصوص مقترحة
تدرج السماء بألوانها الساحرة يلهمني ﻷكتب
سماء متدرجة بألوان البرتقالي واﻷصفر،
هُدنة
هُدنة حكاية من واقع الخيال نعم ا
سراب الهوى
كيف أخبرك انني لم أنم منذ ليلة آمس حتى
التعليقات
اضافة تعليق
يجب ان تقوم بتسجيل الدخول للتعليق